محمود سعد الدين

الشهيد الحى 

السبت، 31 مارس 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
‎إن كنا ظلمنا حرب أكتوب من عدم التوثيق التاريخى لها كما تستحق، فإننا جنينا على حرب الاستنزاف.. لم تنل الاهتمام المطلوب فى التاريخ العسكرى، رغم أهميتها العظيمة فى التمهيد للنصر، ورغم إقدام الجيش المصرى فيها على تنفيذ عدد ليس بالقليل من العمليات العسكرية التى انتهت بتكبيد العدو خسائر فادحة وفى المقابل كشفت لنا عن قدرات خاصة لرجال يواجهون المستحيل.
 
‎أحد أهم رجال الاستنزاف ومن بعدها أكتوبر وواحد من أصحاب القدرات الخاصة هو البطل إبراهيم الرفاعى، أمير الشهداء، وقائد ما يعرف بالمجموعة 39، مجموعة المستحيل، مجموعة المهام الصعبة.. المجموعة التى حملت على عاتقها كسر حالة الصمت بعد النكسة ورفع الروح المعنوية للجنود عبر عمليات نوعية من قلب الجيش الإسرائيلى، أبرزها نسف قطار للجنود الإسرائيليين عند منطقة الشيخ زويد ونسف مخازن الذخيرة التى خلفتها القوات المصرية بعد الانسحاب، وهما عمليتان يحملان خطورة كبيرة فى التنفيذ والتسلل.
 
‎فى بداية عام 1968 أعلنت تل أبيب عن امتلاكها مجموعة صواريخ جديدة أرض - أرض، تستطيع من خلالها إجهاض أى عملية مصرية، وهو الأمر الذى شغل عقل الجيش المصرى وقتها من أجل معرفة طبيعة تلك الصواريخ، فما كان من القيادة إلا تكليف إبراهيم الرفاعى ومجموعته بالبحث وراء تفاصيلها، وكان نص التكليف: «يا إبراهيم.. إسرائيل نشرت صواريخ فى الضفة الشرقية.. عايزين منها صاروخ يا رفاعى بأى ثمن».
 
‎أيام قليلة مرت على التكليف حتى خطط ودبر الرفاعى طريقة التسلل والتنفيذ، فعبر ورجاله قناة السويس ونجح العودة بـ3 صواريخ وليس واحد، وبعد العملية بأيام ذاع صيت الرفاعى بين ضباط الجيش وبات الانضمام للمجموعة أمل الجميع، وفى المقابل أقالت تل أبيب القائد العسكرى المسؤول عن قواعد الصواريخ.
 
‎بطولات الرفاعى لا تنتهى، تذهل الجميع، حتى إن الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس الأركان وصف بنفسه أحد تلك البطولات قائلا: «من العمليات البارزة التى ارتبطت بالرفاعى عندما عبر خلف خطوط العدو فى جنح الليل، ونجح فى أسر جندى إسرائيلى عاد به إلى غرب القناة، كان هذا الأسير هو الملازم دانى شمعون، بطل الجيش الإسرائيلى فى المصارعة والرفاعى أخذه من أحضان جيشه إلى قلب القاهرة دون خدش واحد».
 
‎بعد الكلمات الطيبة لعبدالمنعم رياض عن الرفاعى، بشهور، كان الرفاعى هو من يثأر لرياض، فبعد استشهاد رياض، طلب الرئيس عبدالناصر رد فعل سريع وقوى حفاظا على معنويات الجيش المصرى، وما كان من الرفاعى ومجموعته، إلا أن عبروا القناة واحتلوا موقع المعدية 6 الذى أطلقت منه القذائف التى تسببت فى استشهاده رئيس الأركان، ودمر الرفاعى الموقع بما فيه من ضباط وجنود بعدد 44، حتى إن إسرائيل قدمت وقتها احتجاجا لمجلس الأمن.
 
يظل إبراهيم الرفاعى أمير الشهداء، ويظل اسمه على لسان كل جندى بالجيش المصرى، يرتبط مقاتلينا فى سيناء به بعلاقة خاصة، حتى أن صفحات شهدائنا على مواقع التواصل الاجتماعى كانت مزينه بصورة أو أكثر لإبراهيم الرفاعى.
 
رحم الله الشهيد إبراهيم الرفاعى، وشهدائنا من بعده فى القوات المسلحة ممن يواجهون حرب مع الإرهاب، من أجل الحفاظ على استقرار البلاد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة